السبت، 5 ديسمبر 2009

ما بعد قويزة ٥

اليوم 2009-12-03
الساعة 8:30 صباحاً
"سارة .. سارة .. حضرلِي القهوة والساندوش بسرعة عشان ابغى اخرج"...
اتصل على سمية للتأكد من استعدادها ... تخبرني أن خالد سيمر عليها لان منزله أقرب..
اتصل على محمد ولكنه يعتذر لأنه مريض...
الِوجهه ( مركز جدة للمعارض)...
اليوم في إجتماع مهم – على قولتهم- استدراكاً للفوضى التي سارت...
لمى السليمان ستتولى الإشراف على المركز...
تم تقسيم الجمعيات على حسب المناطق...
يتم مناقشة بعض النقاط ... وتقسيم بعض الأمور لزيادة التنظيم...
بعد الإنتهاء من الإجتماع يدخل "مناحي" للمركز للسلام على المتطوعين والمتطوعات ودعمهم – كأننا محتاجين دعمك!- ... وأخذ بعض الصور مع الإدارة! ... والناس في كيلو 14 بتموت من الجوع...
بعد الإجتماع توجهنا إلى قويزة للإطمئنان على وضع المتطوعين هناك...
اوقفنا أي متطوعة من الذهاب إلى قويزة- بعد اعلامنا بأمر منع المتطوعات من قويزة درأ للرذيلة!- ... "الناس في الناس والمعزة في النفاس"
نجد أن الوضع جدا متأزم...
لم تصل ولاشاحنة إلى الآن...
رائحة الجيف والجثث بتزداد في المنطقة كلها...
المنطقة يتم إخلائها...
هناك جمعية اتت إلى المنطقة ... يحاول مشرف مواطنة التنسيق معها لتقسيم التوزيع منعا للإزدواجية... يرفض!
أعضاء الجمعية جداً متشددون دينياً... ينظرون إلى أنفسهم أنهم أهل الصلاح الوحيدين...
مشادة حادة بين شبابنا وأعضاء الجمعية تقارب أن تصل إلى الأيدي... في نفس الوقت نسمع صفارات إنذار الدفاع المدني والإسعاف تهرع للدخول إلى قويزة... يردنا إتصال أن بعض العمائر تهدمت على رؤوس أصحابها...
ومازالت المشادة مستمرة!...
وياقلبي ...
...
..
سعدية ... متخصصة في الأحياء الشعبية
نقلت منزلها منذ سبع سنوات إلى غليل ...
تمركزت فيه...
وأصبحت العمدة الغير رسمية لغليل...
أخبرتني أنها وزعت على منطقة كبيرة من غليل بنفسها مع بناتها وشبابها ( كبسة دجاج – ماء- شاهي أحمر)...من دون الحاجة إلى عقد وبيروقراطية الجمعيات...
في نفس الوقت يقترح أحد الأشخاص وضع "باركود" على كل سلة غذائية تغادر مركز جدة للمعارض!...
...
..
هرعنا إلى إجتماع آخر في جمعية مشهورة "بالإمانة"...
أول نصف ساعة كان حوار عن صيغة الخبر الصحفي ..!
تخيلوا بقية الإجتماع...
...
رجعنا إلى مركز جدة للمعارض...
الوضع ازداد تنظيم...
شاحنات رُسلت...
خالد وفريقه يقوم بتوصيل المعونات في قويزه...
اتصلت عليه واعطيته رقم المسنة التي وعدتها بمساعدتها أمس...
الحمد لله تم توصيل المعونة لها...
...
..
يدخل رجل إلى المركز... يصرخ "يا جماعة الخير انقذونا... انقذونا"
"ايش قصتك؟" تسأله الدكتورة فاتن...
" أنا صاحب شقق ... هنا قريب عندكم... عندي 25 شقة فيها نازحين... جوعانين وبردانين ... حوالي 72 شخص"
" طيب شوف الأخ اللي هناك راح يساعدك"
طبعا بسبب البيروقراطية المنتنة الدكتورة فاتن عاجزة عن مساعدته...
يروح للإخ ...
حكاله قصته...
" أبشر ما يصير خاطرك إلا طيب...
آلو ... بالله حبيبتي اتصلي على المطعم و اطلبي منه أنه يجهز 100 وجبة حارة في أسرع وقت ممكن... وحاولي تجيبي بطانيات ل100 شخص ...
فهد حبيبي ... روح مع الرِجال انت واصحابك...
علي تعال معِي حبيبي ... خلينا نجيب البارد والمويه والديتول والكلينيكس... بلا بيروقراطية جمعيات بلا قرف...
...
في خلال 3 ساعات...
تم توزيع من قبل 6 أشخاص...
لـ 38 شقة ... لأكثر من 150 شخص
وجبة حارة..
ماء...
لبن...
حليب...
عصير...
كلينيكس...
لحاف...
...
معانا الدادا سميرة ...
دخلت على الشقق..
سلمت على العائلات ...
كتبت إحتياجتهم النسائية... لتحضرها من الصيدلية بعد الإنتهاء..
...
الدكتور والممرضة في طريقهم ايضاً للكشف عن حالتهم الصحية
...
في نفس الوقت اتصلت على الدكتورة زهرة...
من جمعية المتقاعدات للدعم النفسي والإجتماعي..
طلبت منها الحضور .. لزيارتهم ومواساتهم والتخفيف من صدمتهم النفسية...
...
ما قَصَرَت...
...
قلبي مع الأحياء الآخرى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق