السبت، 5 ديسمبر 2009

ما بعد قويزة 1

الساعة 8 صباحا...
اليوم: 29 \11\ 2009 الأحد...
سبب الصحيان المبكر: إتصال مزعج من أحد الأصدقاء للفطور...
...
..
تجهزت للخروج.. للفطور فقط!! ... ولكن الخرجة كانت اطول من مجرد فطور
الخرجة انحرفت الى معاينة منطقة قويزة...
فرحت ... لانني عبثاً كنت أحاول الوصول الى طريقة للمشاركة في عملية إنقاذ المنكوبين..
فبالنسبة الى فهو واجب إنساني على كل فرد تقديم ما يستطيع..
المهم ...
ما بين تناحة صديقي ...
وعدم استعدادي بالملابس المناسبة ...
استعرت ملابس اضافيه لصديق آخر... غيرت ملابسي في الشارع... وجلدي الآن يعاني من حكة شديدة !!!
...
باقي الفريق وصل ...
الحمولة جاهزة...
..
على بركة الله
...
انطلقنا..
...
الطريق إلى قويزة من الخط السريع ...
عبر الحان فيروزية...
اقتربنا من منطقة الجامعة ...
وبعد جهد جهيد ... وحرقة دم واعصاب...
واشتعال فوبيا الشاحنات لدي ...
وصراخي على مأمون بأن ينتبه ...
وينتبه...
وينتبه...
...
وصلنا إلى قويزة...
ولكن قويزة مقفلة!...
محاطة بالشرطة من كل مكان...
عبثا حاولنا الدخول...
ولكن الجواب (ممنوع)...
...
...
محاولات من الاخ خالد... مع تدخلات من أحد المواطنين الذي ادعي اننا من أحدى الجمعيات التي يعرفهم..
دخلنا!...
بدعوات بالتوفيق من قبل أعضاء الشرطة والمواطنين...
...
...
دمار...
المنطقة مدمرة...
السيارات..
المحلات...
الطرقات...
ما عدا البشر ... عجباً َ!!... فما زال فيهم الامل مزروعاُ...
...
..
تجولنا في المنطقة ..
حاولنا أخذ فكرة عنها... بقدر المستطاع...
...
..
على يمينك تجد محطة الدفاع المدني حيث يصارع اهل المنطقة للحصول على سكن بديل يستر اهلهم ...
...
السكن فقط للسعودين !!
...
أخبرنا أحد القاطنين أنه منسوب المياه قد وصل إلى الدور الثالث في بيته!
انهم انتشلوا جثث من المسجد...
وان مقر الهيئة أصبح مخزن للجثث...
...
..
دخلنا في أحد الأزقة...
بجانب المسجد...
يوجد مجلس يجتمع فيه أهل الحارة...
دخلت أنا وأحمد لنجتمع بهم ...
ذهب بقية أعضاء الفريق للتصوير ...
مخاطبة أهل الحي ...
وتوزيع بعض الحلوى على الأطفال
مجلس الحي غرفة صغيرة أكبر بقليل من غرفة نومي...
...
أثناء دخولي للمجلس سألني أحدهم: أنتم من وين... الفيس بوك ولا حقوق الأنسان؟
اخبرته أننا مجرد مواطنون... مثلنا مثلك... نحاول أن نوصل أصواتكم بقدر ما نستطيع بعلاقاتنا ومعارفنا...
نحاول أن نزيل قرف وقذارة المسؤولين عنكم...
...
...
دخلنا...
وجدت أحمد بين جمع من الرجال... يحادث ثلاثة رجال ويستمع إلى إربعة اخرين..
بعد قال وقيل... سَكَت أبو صقر الآخرين ليستطيع أن يحكي لنا القصة...
...
العم أبو صقر عسكري متقاعد...
من أوائل سكان قويزة...
يقول الحكاية وما فيها...
التاجر الغلبان...
ما وجد مكان لمخططه التعبان...
الا مجاري مصارف الأودية الخاصة بمنطقة قويزة... ويا عمي ماله ما كله خربان
على عينك يا بلدية ... وبرضاك أحلى تحية...
...
...
يمر الزمان ...
ينباع مخطط التاجر الغلبان...
وتنزل مطرة...
تصدقوا! ما لقتلها مكان...
زعلت...
هاجت ...
ماجت ...
ضربت قويزة... كيلو14 ... غليل... السليمانية... الخط السريع ... وهلما جراً
...
..
غضب يا ابني غضب ...
سبحانه ما ينزل غضبه الا على اضعف خلقه ... يا عمي خاف ربك !
...
...
في طريق العودة تجاذبت اطراف الحديث مع احد الساكنين...
عن المنطقة والاحياء والأموات والفساد والغش ...
قالي بكل ثقة: القدر ... القدر اذا جا ... الله يستر
وعبثاً حاولت اقناعه أن فساد المسؤولين له علاقة بالموضوع...
...
..
القدر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق