الاثنين، 7 ديسمبر 2009

ما بعد قويزة 8

اليوم: 2009-12-06
"طيب على الاقل تلفون ..."
تعاتبني الدكتورة المشرفة علي في سنة امتيازي الآخيرة ... لتغيبي عن يوم السبت
"آسف يا دكتورة .. والله ما كان يمديني.. بس حقك عليا والله ... أنا الغلطان"...
...
يدخل زميلي في الدفعة ...
متحمساٌ...
يخبرني عن سفرته للبنان..
ماذا فعل..
اين ذهب..
من قابل...
...
يدخل صديق آخر ليسألني عن المكافآت..
مواعيد صرفها...
شيك ولا على الحساب..
لماذا التأخير؟...
...
..
اشعر بمرارة في قلبي...
اشتاق لقويزة ...
ولكيلو 14 ...
...
اشعر اني كنت في عالم ثاني ...
أو على الأقل في مدينة اخرى...
...
..
اخبرهم بما سمعت...
بما رأيت...
احاول أن اوصل لهم إحساسي قدر الإمكان...
..
يطأطؤون رؤوسهم لفترة... " لا حول ولا قوة إلا بالله ... الله يعينهم ... اقولك تصدق مين شفت ببيروت؟!"
الكثيرين من أهل جدة غير مدركين بخطورة المسائلة...
والكثيرين يتفلسفون ... " الموضوع انتهى من زمان"...
على قول سعدية " اللي رجله ما اتوسخت بالطين لا يتكلم ... يخليه ساكت احسن"
...
..
جلوسي في الدوام اعطاني فترة للتأمل في الأيام السابقة...
في ضعف الانسان...
في جبروت الظلم...
في قيمة الكلمة الطيبة...
قيمة الحضن ... والإستناد على كتف آخر...
في التواصل الإنساني...
في الغش ... الفساد...
في الناس القذرة ... والناس الأصيلة...
...
..
في نفس الوقت يتجه الفريق إلى قويزة ...
تحكي إلى احدى المتطوعات...
" واحنا جالسين في الخيمة المغلقة.... جوا شابين عشان نتناقش الخطة اللي راح نمشي عليها... الا فجأة يدخل رجل ملتحي متشدد .. ويصرخ ( الكوارث ما جات الا بسببكم ... الكواراث ما جات الا بسببكم ... من ذنوبكم واختلاطكم"

محاولات منه لايقاف عمل المتطوعات ...ولكن الأمارة ترسل رجل يخبر السيدات بأن يباشرن عملهن ولا يجادلن اي ملقوف...
...
لا زالوا في تفاهاتهم
...
..
تخبرني خلود انها ذهبت الى منطقة في قويزة تدعى وادي قويز...
لم تصل لها المعونات الى الآن...
الارض ملوثة .. والكثيرون مجرحين...
تخبرني ان المشكلة ان الكثيرين لا يريدون اخذ ادوية ... لأن الدواء حرام...
...
..
رجعت من الدوام...
توجهت إلى مركز المعارض ... في محاولة للذهاب إلى توزيع ليلي في الشقق ...
تخبرني الدكتورة نائلة بإحتياجهم لي في إجتماع مهم...
...
..
الوضع في مركز المعارض مستقر ...
مشكلة وحيدة التي نواجهها هي مشكلة التأخر في تحميل البضائع..
..
افوض خالد ليكون قائد للفريق الذي سيذهب للشقق ...
على الرغم من انه حصلت لخبطة شويه ..
الا ان الموضوع عدى على خير
تخبرني فاطمة بفرحة الاطفال في الشقق..
كيف كانت مميزة..
بريئة ...
لطيفة...
على الرغم من الصدمات النفسية التي عانوها...
...
..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق