الخميس، 17 ديسمبر 2009

مابعد قويزة 12

يستمر حب الوطن..
الإنسان ...
العدل...
...
..
يستمر الخداع ...
الغش ...
وتوزيع المؤونات ...
...
..
توقفت عن كتابة يوميات ما بعد قويزة...
لانه مهما سردت ...
القصص لن تنتهي ...
قصص الأبطال...
قصص الغدر...
الاستغلال ...
والشهامة...
ولإحساسي بأن الفكرة وصلت بكامل اطرافها..
وبرأي ان اي تفاصيل اكثر ...
مضيعة وقت ...
تكرار...
تهييج للعواطف بلا فائدة...
...
..
وبتوقفي عن كتابة يومياتي ...
مآساة الناس ...
فقرهم ..
جوعهم..
لن يتوقفا...
فمع مرور الأيام...
وتأقلم أعصابنا على حداثة الفاجعة... ننسى او نتناسى انه ما زال هناك اناس يئنون من الجوع ... الذل .. والمهانة
ومازال الاخرون يسبحون في بحور فسادهم...
...
..
بعد هذه الحادثة... كٌشف عن الوجه القبيح لجدة...
تعرت سيدات المجتمع المخملي عن عبائاتهن الحريرية ...
لتظهر طبقات الشحوم المكدسة ...
تكشف كروش رجال الإعمال الجشعة والنهمة ...
على الرغم من طبقات الشعر الكثيفة...
....
..
هذه الحادثة كشفت عن اسوء واعفن انواع الإستغلال...
...
..
الجمعيات الخيرية ...
الشركات التجارية...
المسئولين...
المتطوعين..
حتى المتضررين ...
الكل يستغل!..
....
..
لن أشكر كل نقطة عرق..
كل دمعة قهر..
كل كالوري انحرق...
كل عصب طق.. وكل ريال انصرف في سبيل المتضررين...
فهذا واجب...
عليَ... وعليكِ ... وعليكم...
....
..
في المرحلة الثانية من كتاباتي سأكتب عن تأثيرات الحادثة عليَ..
تأملاتي فيها...
...
..
الله يعين

الخميس، 10 ديسمبر 2009

مابعد قويزة 11

اليوم 2009-12-09
اتوجه الى أرض المعارض للبحث عن سيارة ذاهبة لقويزة والتأكد أن الأمور تجري على ما يرام...
...
..
اجد بدر وأياد ..
اياد يتبرع بسيارته اللومينا الكحيانه لاخذنا بجوله حول قويزة وكيلو 14...
...
..
قويزة ...
الوضع مستقر...
رائحة الجثث خفت ...
اتصل بسعدية ...
تخبرني انها في المستودع ... ذاهبه الى وادي مريخ ...
تسبقنا لوادي مريخ ...
تتصل بنا مرة اخرى في منتصف طريقنا لتخبرنا ان المنطقة تقريباً خالية من سكانها...
...
..
نقرر الذهاب الى كيلو 14 ...
...
..
نذهب الى قصر الافراح ... مستودع الموؤنة حالياُ..
اول ملاحظة ...
قصر الفرح قباله مقبرة !...
ادخل بين المتضررين ...
اسئلهم عن موضوع الدليل ..
يخبروني بصحة الموضوع .. وانه يوزعه فقط على الاهل والمعارف وحارته ..
اذهب الى احد مسئولات الجمعية المكلفة بمنطقة كيلو 14 ...
أ.عبير ...
تخبرني انهم اكتشفوا الأمر وتأكدوا من صحته ...
وانهم وضعوا نظام جديد لتلافي هذه المشكلة ...
...
..
اجد رؤى مع الفريق الطبي ...
للكشف على المتضررين وإعطائهم الأدوية اللازمة ...
لاحظت ان معظم الأطباء ...
أطباء امتياز...
اين المستشارين ...
المتخصصين ...
احسنوا الظن يا جماعة ...!
تلاقيهم مشغولين...
...
..
على العموم ...
ناخذ جولة في كيلو 14 ...
الذباب لا يطاق ...
البشر لطيفين ...
روحهم جميلة على الرغم من مصيبة السيل ...
حسيت اني انا متأثر اكثر منهم ...
...
..
مريت على مجموعة شباب برماوية وسعودية ...
شافوا معايا كاميرا ...
"طب صورنا"...
" نصوركم ليه ما نصوركم"...
" طيب عندكم ايميل؟ عشان ارسلها ليكم"
قام واحد منهم وقال " يا عمي هدولا مو حق ايميلات... ما عندنا... انت حطنا في الجريدة واحنا نشوفها"...
" والله الجريدة ما اقدر بس اوعدكم اني احطها في النت"
" سوي اللي تقدر عليه يا ابويا... المهم صورنا"...
...
..
جاني واحد ثاني...
" تبى تصور بيت ...؟"
" ايوه ليش لأ "
" طيب تعال معايا "...
انادي اياد ...
اياد تعال الراجل الطيب يبغى يورينا بيته ...
...
..
" انا معروف بالحارة بإسم أبو نايف ... وفي الكورة بإسم حمزة إدريس"
"والنعم"...
يدخلنا بيته ...
السقف مقشوع !...
يحكينا لنا كيف بنا غرفة نومه بنفسه ...
يورينا كيف كتب "ما شاء الله لا قوة الا بالله" على الجدار...
يسأله بدر: يا عمي أستلمت دفتر (المعونات)؟...
يرد بيأس: دفتر؟ و الله دفتر الـ"سن توب" أحسن من دا الدفتر...
...
خرجنا من المنطقة ...
تتصل بي سمية من المنطقة ... من كيلو 14
" تتخيل ...
جايين مجموعة فنانين لقصر الأفراح – المستودع- ...
جايبيين معاهم مصورينهم ... قاعدين يتصورا ... ومشاعر الحزن تقطع وجوههم – بعد اسبوعين من الحادثة!-
عملوا ربكة ...
عطلوا النظام...
اخروا المتضررين..
اتصورا ...
والسلام
...
..
الشركات تستغل ...
الجمعيات تستغل ...
سيدات ورجال المجتمع المخملي يستغلون ...
حتى الصغار يستغلون..
...
..
اذهب في المساء لحضور اجتماع في ارض المعارض ...
لمناقشة ما حصل ...
الشكاوي ..
الطلبات...
نفاجئ بحصول اضراب من قبل المتطوعين ... حركات والله !
تجتمع معهم المسؤولة ... لمناقشة شكاويهم ...
تذهب معاها رشا لمعاونتها...
...
..
تدخل رشا الاجتماع معانا وتترك المسؤولة مع المتطوعين...
لاحظت انها هادئة ...
عزلت نفسها في الركن...
اقتربت منها لاسألها ماذا حصل...
نظرت الى بطرف عينها.. المليئة بالدموع...
غيرت مجرى الحديث.. لاني ادركت انها على وجه انهيار..
"شوفي انت الحين تطلعي معايا ... تتركي الاجتماع ... نروح اقرب كافيه .. نروق .. انا اكلم عمر ولمى وخالة فاتن"
"لا خلاص انا كويسه... "
"مافي شي اسمه كويسه... احنا ما نقدر ننقذ الناس اذا صرنا انفسنا ضحايا"
...
..
اقترب من خالة فاتن ..
" خاله فاتن لازم تطردي رشا من الإجتماع... البنت بتنهار وضاغطة على نفسها .. خرجيها وخلينا نروح مكان نروق"
...
..
اتصل على عمر ...
"فين رايحين؟ ... رايحين لأبل بييز شارع الامير سلطان... أنا وهاشم ومشاعر ولمى وفاطمة..."
"خلاص طيب احنا في الطريق"
...
..

لمشاهدة صور اليوم اضغط على اللنك:
http://www.facebook.com/album.php?aid=128305&id=502088395&l=77675bb136

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

مابعد قويزة 10

اليوم : 2009-12-08
اتوجه الى مركز المعارض بعد انتهاء دوامي ...
...
اتصل على الأخ سعد ... من الجنوب لمقابلته ...
...
الاخ سعد قدم من المنطقة الجنوبية ومعه مجموعة من الشباب ...
رغبة في المساعدة..
بإتصالاته استطاع ان يقدم معونة بمئة الف ريال من أحد رجال الاعمال...
...
ذهب ليقدم نفسه ومجموعته للجماعة اللي فوق ...
استقبلته لمى السليمان ...
اخبرها بأن اهل الجنوب متعاطفين مع أهل جدة ...
أنه يسوؤهم ما حصل لجدة ...
انه اتى خصيصاً من الجنوب رغبة في المساعدة هو وفريقه ... وتقديم الدعم المادي والمعنوي...
" نجران اقرب لك ... وأولى بالمساعدة من جدة "... !!
الله على الاخلاق ... المناطق سعادة يا ست الكل ...
يخبرني انه ما يهمه هذا الكلام...
هو جا للمساعدة ..
وتقديم يد العون ... فإحنا اخوان واخوات انسانية واحدة ...
...
..
والله على عيني وراسي يا اهل الجنوب...
اهل جدة كلهم يرحبون فيكم ...
...
..
امراة عجوزة دخلت المركز ...
تسأل اين المسؤول ...
""ماني جايه اشحت من بيتك...
انا ليا ثلاثة ايام بأتردد عليكم"...
صرخت السيدة في وجه المسؤولة بعد ان استرجعت انفاسها التي كانت ستنقطع اثر طلوعها للدور الثاني بالدرج..
" ليا ثلاثة ايام بتقوليلي نفس الكلام ... الشاحنة جايه الشاحنة جاية ... وما شفنا حاجة"
" خلاص يا خالة ... انتي ارجعي بيتك وأول عمارة حيروحولها عمارتكم"
" أنا ماني متحركة من هنا الا والمونة معايا... وهذا الكرسي وقعدت به"
....
..
.
اثناء خروجي من مركز المعارض ...
اقابل حاكم ...
مالك احد الشقق التي يسكن بها مجموعة من العوائل المتضررة ...
يحكي لي احد المرافقين له ..
عن قصة المراة التي كان يحاول انقاذها هيلكوبتر الدفاع المدني...
ربطها في الحبل الخاص بالإنقاذ...
في نفس الوقت يهجم السيل على عائلتها والسيدة معلقة في السماء...
تشاهد بام عينها .. اطفالها وزوجها يبتلعهم السيل ...
تنزع الحبل من خصرها...
فلا حياة لها بعد فقدها اعز ما تملك...
...
..
عابد ...
احد متطوعي الميدان في قويزة...
ينتظر في مستودع قويزة للبدء في عملية التوزيع...
فجأة تأتي احد الجمعيات ... مع التلفزيون للمستودع ... ومصورين من جرائد مختلفة...
أعضاء الجمعية يقولون أنهم اتو للتصوير مع التلفزيون والمتضررين ويحتاجون مساعدة...
الشباب بطيب نية ذهب معهم للمعاونة ...
أتت احد السيدات المتضررات ...
تصرخ .. " حرام عليكم ... أنا بيتي وراكم ... اولادي صار لهم اربع ايام ما اكلوا حاجة ... أنا ما ابغى أكل ... بس اولادي اكلوهم ...) وتبكي ...
المذيع وأعضاء الجمعية يشترطون عليها وعلى المتضررين التصوير مقابل أخذ المعونة...
عابد لم يستحمل الموقف ...
ذهب خلف الجيب ليبكي ....
لم يتحمل الطريقة التي تُذل وتُهان بها السيدة الفاضلة ...
يقول عابد...
" المذيع يلقن المتضررين الكلام ... يقولها قولي: نحنا أول ناس وصلنا لك ... اشكري فلان وعلان .."
" ركبت الجيب وصرت أبكي ... والحرمة أخذت المعونة وصارت تسب فيهم"
مجموعة من المتطوعين لم يستحملوا المنظر ...
تركوا المكان...
" تتخيل يا علي ... طلبوا من الشباب البقية تمثيل أدوار متضررين ... وإنهم بيستلموا معونات"
...
..
لمشاهدة صور اليوم اضغط هنا:
http://www.facebook.com/album.php?aid=128305&id=502088395&l=77675bb136

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

مابعد قويزة 9

اليوم: 2009-12- 7
اصل متأخر الى المستشفى...
معتذرا للدكتورة بزحمة طريق المدينة...
تكلفني بتقديم موضوع بعد الظهر عن الامساك وادويته .. "حبيب البي"
نظرا لبطء النت والامكانات في المستشفى اتوجه الى المنزل مع صديقي
نمر على سوبر ماركت الدانوب
لشراء مناقيش..
1 زعتر
1 جبنة
1 لحم بالعجين ...
3 فتيات .. يتمخطرن بين رفوف صوصات السلطة واغذية الرجيم
اجسادهن تتفجر انوثة..
تنادي هل من جائع لينهشها...
الدنيا هناك نظيفة...
مرتبة ...
مغرية...
من جد فرق شاع بين دمار قويزمة ودلع التحلية ...
مع أن الفرق نصف ساعة فقط..
....
...
..
قدمت عرض الامساك
انتهى الدوام
...
..
اتوجه مسرعا الى ارض المعارض...
الوضع ازداد تنظيم...
الكشافة حضرت لتساعد في النظام...
بعد الانتهاء من القاء نظرة على ارض المعارض
اقوم بالاتصال على سمية ...
" سمية الحلوة كيف حالك؟"
"اهلا مين انت؟"
"ماعرفتيني؟"
" لا جوالي خرب وغيرتوا والارقام ضاعت"
"سيدك علي"
" يا كلب انا قد امك .. قال سيدي قال"
"كيف وضعكم في قويزة؟"
"والله اليوم تمام .. بيرفيكت .. الشغل مرة اتنظم عن الايام اللي فاتت ...وزعنا المونة على البيوت .. بس المشكلة التأخير في التحميل"...
" يعطيكم العافية .. خلاص انا اشوف المشكلة دي"
...
..
اتصل على فاطمة..
"انتي فين؟"
" انا في كيلو 14 مع لمى, عمر, هاشم والندوة ..."
"كيف الوضع هناك؟"
" تمام تمام ... الموونة بتوصل للبيوت ... وبتتجمع عن قصر افراح عشان يوزعها للبيوت "
" اعطيني بالله تقرير سريع عن الحالة هناك"
" الوضع هنا انظم بكثير من قويزة ... قابلنا كثير عوائل ... كثير منهم ملاك للمنازل ... الفرش معظمه اتدمر... بس عملية التوزيع هنا منظمة"
"اوكيه .. يلا انتبوا على نفسكم ... يعطيكم العافية..."
اكلم بدر ...
اسأله عن كيلو 14...
"التوزيع فيه عنصرية على حسب الجنس وعلى حسب المعرفة ... فالمشكلة انه الجمعيات معتمدة على عدة اشخاص على اساس انهم ثقات .. ولكن بقية السكان يشتكون ان المعوونات بس صارت تروح لاهل ومعارف هذولي الاشخاص..."

الجمعية المكلفة بالمنطقة توزع دفاتر للسكان ...
بموجب هذه الدفاتر يستلم الناس الاغذية ... توصل الى منازلهم ...
ولكن المشكلة ان الجمعية توزع الدفاتر في اوقات معينة فقط والبعض عنده دوام او لم يكون موجود بالمنطقة... وفقط للسيدات...
يعني العزاب راحوا في شربة ميه...
البعض استلم دفتر من ثلاثة ايام ولم يستلم غذاء...
المنازل غرقانه والارتفاع وصل لمترين...
" نحتاج فرش... عقدتوا الموضوع ... مر عشرة أيام !" اقوال احد المتضررين


الدفاع المدني بدأ يسكن الاجانب ... الحمدلله
تجار الجملة رفعوا الاسعار 50% ... لا بارك الله فيهم
المعونات المالية للنازحين للشقق بدأت توصل...
...
..
في معمعة الشغل يدخل رجال يزعمون انهم من الهيئة لارض المعارض...
يحاولون الدخول بين الفتيات – لا ادري لماذا- ولكن المسؤول يمنعهم ...
يخبروننا بأن الاختلاط لا يجوز ... وان الكوراث ما حصلت الا بسبب ذنوبنا ..
يعني الامانة مالها شغل (بريئة)... ارتاحوا
نطلب منهم تصريح او بطاقة اثبات ...
لا يوجد!...
يطاب منهم المغادرة لعدم وجود تصريح ...
فاضيين والله ...

انتقل دعم المتضررين الى مرحلة اخرى بالاضافة الى المعونة المادية
حيث يتم تجميع جمعيات الدعم النفسي.. لتنظيمهم وارسالهم الى الشقق لان الكثيرين من المتضررين وعوائلهم واطفالهم في حالة صدمة الى الان ...

آثار ما بعد الصدمة لم تظهر بعد ...
الله يستر...

الاثنين، 7 ديسمبر 2009

ما بعد قويزة 8

اليوم: 2009-12-06
"طيب على الاقل تلفون ..."
تعاتبني الدكتورة المشرفة علي في سنة امتيازي الآخيرة ... لتغيبي عن يوم السبت
"آسف يا دكتورة .. والله ما كان يمديني.. بس حقك عليا والله ... أنا الغلطان"...
...
يدخل زميلي في الدفعة ...
متحمساٌ...
يخبرني عن سفرته للبنان..
ماذا فعل..
اين ذهب..
من قابل...
...
يدخل صديق آخر ليسألني عن المكافآت..
مواعيد صرفها...
شيك ولا على الحساب..
لماذا التأخير؟...
...
..
اشعر بمرارة في قلبي...
اشتاق لقويزة ...
ولكيلو 14 ...
...
اشعر اني كنت في عالم ثاني ...
أو على الأقل في مدينة اخرى...
...
..
اخبرهم بما سمعت...
بما رأيت...
احاول أن اوصل لهم إحساسي قدر الإمكان...
..
يطأطؤون رؤوسهم لفترة... " لا حول ولا قوة إلا بالله ... الله يعينهم ... اقولك تصدق مين شفت ببيروت؟!"
الكثيرين من أهل جدة غير مدركين بخطورة المسائلة...
والكثيرين يتفلسفون ... " الموضوع انتهى من زمان"...
على قول سعدية " اللي رجله ما اتوسخت بالطين لا يتكلم ... يخليه ساكت احسن"
...
..
جلوسي في الدوام اعطاني فترة للتأمل في الأيام السابقة...
في ضعف الانسان...
في جبروت الظلم...
في قيمة الكلمة الطيبة...
قيمة الحضن ... والإستناد على كتف آخر...
في التواصل الإنساني...
في الغش ... الفساد...
في الناس القذرة ... والناس الأصيلة...
...
..
في نفس الوقت يتجه الفريق إلى قويزة ...
تحكي إلى احدى المتطوعات...
" واحنا جالسين في الخيمة المغلقة.... جوا شابين عشان نتناقش الخطة اللي راح نمشي عليها... الا فجأة يدخل رجل ملتحي متشدد .. ويصرخ ( الكوارث ما جات الا بسببكم ... الكواراث ما جات الا بسببكم ... من ذنوبكم واختلاطكم"

محاولات منه لايقاف عمل المتطوعات ...ولكن الأمارة ترسل رجل يخبر السيدات بأن يباشرن عملهن ولا يجادلن اي ملقوف...
...
لا زالوا في تفاهاتهم
...
..
تخبرني خلود انها ذهبت الى منطقة في قويزة تدعى وادي قويز...
لم تصل لها المعونات الى الآن...
الارض ملوثة .. والكثيرون مجرحين...
تخبرني ان المشكلة ان الكثيرين لا يريدون اخذ ادوية ... لأن الدواء حرام...
...
..
رجعت من الدوام...
توجهت إلى مركز المعارض ... في محاولة للذهاب إلى توزيع ليلي في الشقق ...
تخبرني الدكتورة نائلة بإحتياجهم لي في إجتماع مهم...
...
..
الوضع في مركز المعارض مستقر ...
مشكلة وحيدة التي نواجهها هي مشكلة التأخر في تحميل البضائع..
..
افوض خالد ليكون قائد للفريق الذي سيذهب للشقق ...
على الرغم من انه حصلت لخبطة شويه ..
الا ان الموضوع عدى على خير
تخبرني فاطمة بفرحة الاطفال في الشقق..
كيف كانت مميزة..
بريئة ...
لطيفة...
على الرغم من الصدمات النفسية التي عانوها...
...
..

ما بعد قويزة 7

اليوم :2009-12-05
ننطلق من أرض المعارض إلى قويزة مع الفريق الطبي لمعاينة المتضررين من قويزة...
الساعة 12 ظهرا ...
تحت المخيم ... أمام بيك قويزة...
يقوم محمد مدني مع رشا وبقية الفريق بتقسيم الفريق الطبي على المتطوعين ... وتقسيم المناطق
في نفس الوقت اقوم بتوجيه الفريق الطبي وإعطاء فكرة مبسطة عن منطقة قويزة واهلها وطبيعتهم وحالتهم النفسية والصحية...
انتهينا من الاستعدادات وننتظر الدعم الأمني من الشرطة للدخول إلى المنطقة...
بعد قدوم الشرطة ندخل لإحدى المناطق...
حيث نمسح المنطقة بشكل كامل.. عمارة عمارة ...
نمسحها طبيا و معنويا...
نقدم لهم معونة أكل...نظافة... وسجاجيد ومراتب ...
ونقدم لهم كوبونات أكل ايضا...
ونستمر على هذا المنوال حتى قرب المغرب...
اثناء رجوعنا الى المخيم نقابل أم ارملة على الطريق...
تستنجد بنا...
تريد ما يسد جوع بناتها الأربع واطفالهم..
هيئة الأم يدل على انها كانت عزيزة... كريمة...
تصر أن نشتري لها حليب الفراولة ... فإثنين من أحفادها لا يشربون الا حليب الفراولة!...
...
..
رجل اخرى يمشي مترنحا من الجوع...
خرج من منزله ليبحث عن لقمة تسد جوعه هو وخمسة اشخاص يعيشون معه...
....
..
التوزيع العادل في قويزة صعب ...
فثقافة اهل قويزة ليست سهلة...
وهذا ابدا ليس مانع لتقديم المساعدة...
ولكن بعض العوائل يرسلوا اكثر من شخص لاخذ المعونة...
وبعض العوائل لا تستطيع الوصول اصلا!...
....
في نفس الوقت يقوم سعد وعامر بتنظيف الطين من بيوت المتضررين في كيلو 14 ...
...
الوضع في ارض المعارض مستقر...
لفتت انتباهنا سيدة متطوعة ...
تقوم بتغليف اكياس الرز ...
السيدة تبلغ من العمر ما يقارب الثمانين عاماً... الله يحفظها
في نفس الوقت تعتذر مجموعة من الفتيات عن الحضور .... لانهم طلعوا البحر!
..
بكرة دوامي ...
لن احضر التوزيع...
قلبي معكم...

تصرف عنصري -شخصي- لأحد أعضاء الجهاز الأمني:
http://www.youtube.com/user/salembaj#p/a/u/0/Hb-au49W44A
صورة الجدة المتطوعة:
http://www.facebook.com/photo.php?pid=3558773&id=706891808&subject=188573576805&ref=nf
لمشاهدة صور اليوم:
http://www.facebook.com/album.php?aid=128305&id=502088395

السبت، 5 ديسمبر 2009

ما بعد قويزة ٦

اليوم 2009-12-04
الساعة 8 صباحاُ
رسالة جوال تخبرني بضرورة الإتصال من قبل صديقي المغترب في إحدى ضواحي لندن ...
" الو ... كيفك؟ ... خير؟"...
"أنا في جدة"...
" ايش! .. ايش اللي جابك؟"...
"جابني السيل ... ابغى اشوف جدة بنفسي... واوزع معونات... قبل خمسة ساعات واصل ... وبعد بكرة الصبح ماشي.. بالله مرني"
"خلاص طيب"
...
كالعادة تتأخر الشاحنات للوصول إلى أرض المعارض...
على الضحى تبدأ في القدوم...
....
..
نذهب إلى إحدى شقق للنازحين من المناطق المنكوبة...
نوزع فيها مؤونة غذائية وملابس ولحف...
لم تتمالك أحد المتضررات نفسها فتقوم بحضن خلود وتخبرها بإنها أصبحت وحيدة في هذا العالم...
والديها توفوا ...
زوجها توفي...
مستقبلها مجهول...
يملأها الخوف ...
مرعوبة..
...
..
إحدى الأطفال في حالة صدمة...
تسأله خلود... حبيبي ايشبك؟... الطفل لا ينطق الا بكلمة واحدة ..."صاحبي" ... "صاحبي"... فقد شاهد صديقي يموت غرقاً..
...
..
نتوجه إلى أرض المعارض املاً في الذهاب إلى كيلو 14...
السماء ملبدة بالغيوم...
تخبرنا رشا أننا سنذهب إلى قويزة ... لا يوجد من يساعدنا في الوصول إلى كيلو 14
مطر خفيف يغازل جدة...
تبدأ الاتصالات من الأمهات بضرورة الرجوع ...
" احنا في أرض المعارض... ما اتحركنا منها" ...
كذبة بيضا لتهدئة الامهات!..
الغيوم شديدة ...
ملبدة وثقيلة...
ونحن متوجهين إلى قويزة... طريق الخط السريع..
لمى تقترح وضع خطة انقاذ لأنفسنا لو حصل سيل ...
نسرين تبدأ بوعظنا وتذكيرنا بأهمية التوكل على الله...
فاطمة تخبرنا بعدم محاولة إنقاذها إذا غرقت...
الخط السريع واقف...
تنظر إلى وجوه الناس في السيارات الآخرى... مرعوبة!... الكل ينظر إلى السماء ...
مطر جدة أصبح رعب...
....
...
نصل قويزة قريب المغرب...
رائحة الجيف تزداد قوة.. رائحة كريهة جدا...
فوضى عارمة...
اهالي المنطقة يصرخون يريدون معونات...
الجوع والبرد افقدهم اعصابهم...
أحد العساكر يصرخ...
"المعونات بس للسعوديين ... المعونات بس للسعوديين" ...
الدفاع المدني يحاول جهد استطاعته جزاهم الله خير
ولكن الوضع صعب جدا
....
..
جزء من الفريق يدخل احد الأحياء...
والجزء الأخر يرجع إلى ارض المعارض...
الجزء الأول يشاهد بأم عينه منزل يسقط على عائله...
شخصين من الفريق الأول يصابوا بإنهيار عصبي...
ومازالت الإجتماعات مستمرة...
...
..
في نفس الوقت فريقنا رجع لأرض المعارض...
هناك شقق محتاجة مؤونة...
اطلب من المسوؤلين مؤونة... اقابل بالرفض!!...
لماذا؟ ...
يجب أن احصل على تصريح خروج ...
لعن الله البيروقراطية...
احاول أن احصل على تصريح خروج من المسؤولة...
ترفض!..
لماذا؟...
لأسباب سخيفة وغير منطقية...
وبجانبنا إجتماع لتقسم الأدوار .. هما والإجتماعات في زحمة
في هذه اللحظة فقدت اعصابي...
ضربت الطاولة بيدي..
صرخت على المسؤولة... " الناس بتموت من الجوع ... بيوتها بتتهدم عليها... وانتي تقوليلي تصريح"
" تسحبني الدكتورة فاتن خارج المكتب لتهدئة الأوضاع...
تصرخ المسؤولة " اذا مو عاجبك روح اكلهم من فلوسك ..."
يأتي شخص آخر يحاول أن يهدئى الوضع ...
تحاول المسؤولة ايضاح الأمر له... ولكني فقدت السيطرة على نفسي.. ولا اريد رؤية وجهها...
صرخت " اطلعي بره" .. "اطلعي بره"...
اخبرتني أن فارق السن بيني وبينها يمنعها من الرد... وأنها ستعلمني درساً في الإحترام بعدم الرد علي ومشيت...
...
..
يعطونا 20 كرتون لتوزيعهم...
...
..
" حتى في فعل الخير واسطة" يقولها ساخرا صديقي المغترب

لمشاهدة صورة اليوم:
http://www.facebook.com/album.php?aid=128305&id=502088395

ما بعد قويزة ٥

اليوم 2009-12-03
الساعة 8:30 صباحاً
"سارة .. سارة .. حضرلِي القهوة والساندوش بسرعة عشان ابغى اخرج"...
اتصل على سمية للتأكد من استعدادها ... تخبرني أن خالد سيمر عليها لان منزله أقرب..
اتصل على محمد ولكنه يعتذر لأنه مريض...
الِوجهه ( مركز جدة للمعارض)...
اليوم في إجتماع مهم – على قولتهم- استدراكاً للفوضى التي سارت...
لمى السليمان ستتولى الإشراف على المركز...
تم تقسيم الجمعيات على حسب المناطق...
يتم مناقشة بعض النقاط ... وتقسيم بعض الأمور لزيادة التنظيم...
بعد الإنتهاء من الإجتماع يدخل "مناحي" للمركز للسلام على المتطوعين والمتطوعات ودعمهم – كأننا محتاجين دعمك!- ... وأخذ بعض الصور مع الإدارة! ... والناس في كيلو 14 بتموت من الجوع...
بعد الإجتماع توجهنا إلى قويزة للإطمئنان على وضع المتطوعين هناك...
اوقفنا أي متطوعة من الذهاب إلى قويزة- بعد اعلامنا بأمر منع المتطوعات من قويزة درأ للرذيلة!- ... "الناس في الناس والمعزة في النفاس"
نجد أن الوضع جدا متأزم...
لم تصل ولاشاحنة إلى الآن...
رائحة الجيف والجثث بتزداد في المنطقة كلها...
المنطقة يتم إخلائها...
هناك جمعية اتت إلى المنطقة ... يحاول مشرف مواطنة التنسيق معها لتقسيم التوزيع منعا للإزدواجية... يرفض!
أعضاء الجمعية جداً متشددون دينياً... ينظرون إلى أنفسهم أنهم أهل الصلاح الوحيدين...
مشادة حادة بين شبابنا وأعضاء الجمعية تقارب أن تصل إلى الأيدي... في نفس الوقت نسمع صفارات إنذار الدفاع المدني والإسعاف تهرع للدخول إلى قويزة... يردنا إتصال أن بعض العمائر تهدمت على رؤوس أصحابها...
ومازالت المشادة مستمرة!...
وياقلبي ...
...
..
سعدية ... متخصصة في الأحياء الشعبية
نقلت منزلها منذ سبع سنوات إلى غليل ...
تمركزت فيه...
وأصبحت العمدة الغير رسمية لغليل...
أخبرتني أنها وزعت على منطقة كبيرة من غليل بنفسها مع بناتها وشبابها ( كبسة دجاج – ماء- شاهي أحمر)...من دون الحاجة إلى عقد وبيروقراطية الجمعيات...
في نفس الوقت يقترح أحد الأشخاص وضع "باركود" على كل سلة غذائية تغادر مركز جدة للمعارض!...
...
..
هرعنا إلى إجتماع آخر في جمعية مشهورة "بالإمانة"...
أول نصف ساعة كان حوار عن صيغة الخبر الصحفي ..!
تخيلوا بقية الإجتماع...
...
رجعنا إلى مركز جدة للمعارض...
الوضع ازداد تنظيم...
شاحنات رُسلت...
خالد وفريقه يقوم بتوصيل المعونات في قويزه...
اتصلت عليه واعطيته رقم المسنة التي وعدتها بمساعدتها أمس...
الحمد لله تم توصيل المعونة لها...
...
..
يدخل رجل إلى المركز... يصرخ "يا جماعة الخير انقذونا... انقذونا"
"ايش قصتك؟" تسأله الدكتورة فاتن...
" أنا صاحب شقق ... هنا قريب عندكم... عندي 25 شقة فيها نازحين... جوعانين وبردانين ... حوالي 72 شخص"
" طيب شوف الأخ اللي هناك راح يساعدك"
طبعا بسبب البيروقراطية المنتنة الدكتورة فاتن عاجزة عن مساعدته...
يروح للإخ ...
حكاله قصته...
" أبشر ما يصير خاطرك إلا طيب...
آلو ... بالله حبيبتي اتصلي على المطعم و اطلبي منه أنه يجهز 100 وجبة حارة في أسرع وقت ممكن... وحاولي تجيبي بطانيات ل100 شخص ...
فهد حبيبي ... روح مع الرِجال انت واصحابك...
علي تعال معِي حبيبي ... خلينا نجيب البارد والمويه والديتول والكلينيكس... بلا بيروقراطية جمعيات بلا قرف...
...
في خلال 3 ساعات...
تم توزيع من قبل 6 أشخاص...
لـ 38 شقة ... لأكثر من 150 شخص
وجبة حارة..
ماء...
لبن...
حليب...
عصير...
كلينيكس...
لحاف...
...
معانا الدادا سميرة ...
دخلت على الشقق..
سلمت على العائلات ...
كتبت إحتياجتهم النسائية... لتحضرها من الصيدلية بعد الإنتهاء..
...
الدكتور والممرضة في طريقهم ايضاً للكشف عن حالتهم الصحية
...
في نفس الوقت اتصلت على الدكتورة زهرة...
من جمعية المتقاعدات للدعم النفسي والإجتماعي..
طلبت منها الحضور .. لزيارتهم ومواساتهم والتخفيف من صدمتهم النفسية...
...
ما قَصَرَت...
...
قلبي مع الأحياء الآخرى ...

ما بعد قويزة ٤


اليوم 2009-12-03
الساعة 8:30 صباحاً
"سارة .. سارة .. حضرلِي القهوة والساندوش بسرعة عشان ابغى اخرج"...
اتصل على سمية للتأكد من استعدادها ... تخبرني أن خالد سيمر عليها لان منزله أقرب..
اتصل على محمد ولكنه يعتذر لأنه مريض...
الِوجهه ( مركز جدة للمعارض)...
اليوم في إجتماع مهم – على قولتهم- استدراكاً للفوضى التي سارت...
لمى السليمان ستتولى الإشراف على المركز...
تم تقسيم الجمعيات على حسب المناطق...
يتم مناقشة بعض النقاط ... وتقسيم بعض الأمور لزيادة التنظيم...
بعد الإنتهاء من الإجتماع يدخل "مناحي" للمركز للسلام على المتطوعين والمتطوعات ودعمهم – كأننا محتاجين دعمك!- ... وأخذ بعض الصور مع الإدارة! ... والناس في كيلو 14 بتموت من الجوع...
بعد الإجتماع توجهنا إلى قويزة للإطمئنان على وضع المتطوعين هناك...
اوقفنا أي متطوعة من الذهاب إلى قويزة- بعد اعلامنا بأمر منع المتطوعات من قويزة درأ للرذيلة!- ... "الناس في الناس والمعزة في النفاس"
نجد أن الوضع جدا متأزم...
لم تصل ولاشاحنة إلى الآن...
رائحة الجيف والجثث بتزداد في المنطقة كلها...
المنطقة يتم إخلائها...
هناك جمعية اتت إلى المنطقة ... يحاول مشرف مواطنة التنسيق معها لتقسيم التوزيع منعا للإزدواجية... يرفض!
أعضاء الجمعية جداً متشددون دينياً... ينظرون إلى أنفسهم أنهم أهل الصلاح الوحيدين...
مشادة حادة بين شبابنا وأعضاء الجمعية تقارب أن تصل إلى الأيدي... في نفس الوقت نسمع صفارات إنذار الدفاع المدني والإسعاف تهرع للدخول إلى قويزة... يردنا إتصال أن بعض العمائر تهدمت على رؤوس أصحابها...
ومازالت المشادة مستمرة!...
وياقلبي ...
...
..
سعدية ... متخصصة في الأحياء الشعبية
نقلت منزلها منذ سبع سنوات إلى غليل ...
تمركزت فيه...
وأصبحت العمدة الغير رسمية لغليل...
أخبرتني أنها وزعت على منطقة كبيرة من غليل بنفسها مع بناتها وشبابها ( كبسة دجاج – ماء- شاهي أحمر)...من دون الحاجة إلى عقد وبيروقراطية الجمعيات...
في نفس الوقت يقترح أحد الأشخاص وضع "باركود" على كل سلة غذائية تغادر مركز جدة للمعارض!...
...
..
هرعنا إلى إجتماع آخر في جمعية مشهورة "بالإمانة"...
أول نصف ساعة كان حوار عن صيغة الخبر الصحفي ..!
تخيلوا بقية الإجتماع...
...
رجعنا إلى مركز جدة للمعارض...
الوضع ازداد تنظيم...
شاحنات رُسلت...
خالد وفريقه يقوم بتوصيل المعونات في قويزه...
اتصلت عليه واعطيته رقم المسنة التي وعدتها بمساعدتها أمس...
الحمد لله تم توصيل المعونة لها...
...
..
يدخل رجل إلى المركز... يصرخ "يا جماعة الخير انقذونا... انقذونا"
"ايش قصتك؟" تسأله الدكتورة فاتن...
" أنا صاحب شقق ... هنا قريب عندكم... عندي 25 شقة فيها نازحين... جوعانين وبردانين ... حوالي 72 شخص"
" طيب شوف الأخ اللي هناك راح يساعدك"
طبعا بسبب البيروقراطية المنتنة الدكتورة فاتن عاجزة عن مساعدته...
يروح للإخ ...
حكاله قصته...
" أبشر ما يصير خاطرك إلا طيب...
آلو ... بالله حبيبتي اتصلي على المطعم و اطلبي منه أنه يجهز 100 وجبة حارة في أسرع وقت ممكن... وحاولي تجيبي بطانيات ل100 شخص ...
فهد حبيبي ... روح مع الرِجال انت واصحابك...
علي تعال معِي حبيبي ... خلينا نجيب البارد والمويه والديتول والكلينيكس... بلا بيروقراطية جمعيات بلا قرف...
...
في خلال 3 ساعات...
تم توزيع من قبل 6 أشخاص...
لـ 38 شقة ... لأكثر من 150 شخص
وجبة حارة..
ماء...
لبن...
حليب...
عصير...
كلينيكس...
لحاف...
...
معانا الدادا سميرة ...
دخلت على الشقق..
سلمت على العائلات ...
كتبت إحتياجتهم النسائية... لتحضرها من الصيدلية بعد الإنتهاء..
...
الدكتور والممرضة في طريقهم ايضاً للكشف عن حالتهم الصحية
...
في نفس الوقت اتصلت على الدكتورة زهرة...
من جمعية المتقاعدات للدعم النفسي والإجتماعي..
طلبت منها الحضور .. لزيارتهم ومواساتهم والتخفيف من صدمتهم النفسية...
...
ما قَصَرَت...
...
قلبي مع الأحياء الآخرى ...

لمشاهدة صور اليوم اضغط على هذا الرابط:
http://www.facebook.com/album.php?aid=128305&id=502088395

ما بعد قويزة ٣


اليوم: 2009-12-01
الساعة: 10 صباحا
المنطقة: بيك قويزة...
تم نصب الخيام الخاصة بإستقبال المعونات الغذائية المجهزة من قبل المتطوعات في مركز جدة للمعارض... وإستقبال طلبات المتطوعين والمتطوعات والمنكوبين ايضا من أجانب وسعوديين...

رشا تقف بين الراغبين في التطوع بمساعدة خالد وياسر لتوزيع استمارات التطوع وإعطاء فكرة مبسطة عن موضوع وكيفية التطوع والمساعدة... عن الادوار وعن أقسام التطوع...

شباب من قويزة يتطوعون للمساعدة ..
للإرشاد عن أماكن العوائل ...
ولإعطائنا فكرة عن المنطقة وعن ما حصل...
تأتي شاحنات البيك معبأة بمعونات غذائية جاهزة للتوزيع...
متطوعين ومتطوعات يقومون بتوزيعها على سيارات الدفع الرباعي المتواجدة لتبدأ بالإنتشار في قويزة وكيلو 14...
...
..
شقق المساعد خلف البيك مباشرة ...
يقطن فيها الكثير من النازحين من منازلهم من قويزة...
48 شقة ...
في الشقة اكثر من عائلة ...
مختلف الجنسيات ...
عوائل وعزاب ...
قد يصل عدد ساكني الشقة إلى 15 شخص! ..
...
..
ركبت أحد السيارات ...
مع ياسر ...
وبدأنا التوزيع ...
في نفس الوقت يتم توزيع حوالي 2000 وجبة حارة في كيلو 14 ... كيلو 14 الى الان منطقة معزولة من الخدمات الإنسانية ! ... لا كهرباء ... لا ماء ... لا موصلات... وطبعاً معظمها من البرماوية واليمنيين
...
"يا اخي 6 من معارفي ماتوا .. كلهم حريم ... ماتوا في البيت ... الأم من قوة إيمانها غسلت بنتيناها بيدها ... قالت: بيدي اسلمهم لربي ... هوا اللي يتولاهم... "
...
"زي ما انتا شايف.. اليوم ما احد جا... أمس عشان الأمير.. كل مدارء الإدارات جو ... هيلوكوبترات كانت بتحوم ... الكل كان شغال... اليوم فينهم!؟"
...
..
"يا ولدي أنا حرمة عايشة لحالي ... زوجي متوفي ... اهلي متوفين ... عايشة في بيت مع طبينتي ... لمن جا السيل شالت نفسها وراحت عند اهلها ... ما لي أحد.."
....
..
تم توزيع الكثير من المعونات ...
التنظيم كان ممتاز نسبياً...
...
..
"هذه المنطقة تسمى البرحة البيضا... في وسط قويزة ... برحة كبيرة فيها ملاعب كورة والعوائل تشوي وتتنزه فيها... لمن وقفت المطرة عوائل كثيرة جات تتنزه فيها.. فجأة هجم عليهم السيل"
...
..
معهد نفسية ...
لعائلة جميل...
لتدريب سيدات الحي للإعتماد على أنفسهم..
مقفل للإجازة ..
يوجد ورقة على الباب.. إخطار بإجازة الحج... متمنين للجميع إجازة سعيدة!...
...
..
رائحة كريهة تعم المكان


للصور إضغط هنا:

http://www.facebook.com/album.php?aid=128305&id=502088395


ما بعد قويزة 2


الساعة 9 صباحاً
اليوم: 2009-11-30
اتصل على صديقي كما اتفقنا... جواله مقفل!
اتصل ثاني...
ثالث...
؟%#$#%
برضوه مقفل...
اضطر لإيقاظ الوالد ... ( ممكن توصلني لشارع صاري)
..
تجمعنا
...
...
ركبت مع مأمون وسمية ودخان سمية ...
الوِجه كانت كيلو 14 وجمعية حقوق الإنسان كانت من ضمن الفريق...
وصلنا إلى كيلو 14 ...
المنطقة
مقطوعة...
مدمورة...
ارزاق البشر
من محلات ومكاتب
مسحها الطوفان...
...
..
يا عمي محدا جا!! ...
ما في ايواء..
مافي سكن...
ما في أكل حار...
اروح للدفاع المدني يقلي (( دبر حالك)) ...
دبر حالك روح لاقي سكن وبعدين تعالي استأجرلك هوا...
...
أدبر حالي كيف!؟ ما نقدر نوصل للسكن حتى لو وجد... مواصلات مافي!
...
..
رجعنا إلى قويزة مرة أخرى إلى مخطط المساعد... المبني على مجرى السيل.. والمتسبب بالطوفان...
يصرخ بنا الشرطي.. السيل جاي السيل جاي ... انتم مجانين الناس بتهرب من المنطقة...
..
دخلنا!..
...
..
منظر مهيب...
كفيلم هوليوودي..
دمار على يمينك ويسارك.. ومعظم السيارات في طريقها للخروج..
كنا الوحيدين تقريبا الداخلين للمنطقة...
يخيل لك أنها مدينة أشباح..
خالية..
محطمة...
صامتة...
...
..
الشوارع تحكي قصة فساد...
سُمكها يعبر بعنف عن سبب إنهيارها...
والأعنف ...
...
..
أنها مبنية على رمل!!
...
..
شاهدنا أحد كبار السن من أهل المنطقة...
قال: تعالوا ... تعالوا اوريكم شغل الظَلَمَة...
اقتربنا من عمارة عظم... يحيط بها شارع مخفوس .. وما اكثرهم ...
قال: شفتم ... الدور الاول نزل!!
الله على الظالم ...
الله على الظالم..
...
..
.
طيب الأجنبي يموت!! مش بني آدم برضو يا جماعة!
أهلي أتكشفوا... لا ملابس ولا إي حاجة.. والله العظيم ... لولا جاري الطيب لحنا في الشارع دلوئتي... والله العظيم شفنا الموت ... شباب الحي اتسلئوا الجدران وانتشلوا حريمنا وعيالنا من الموت ... عاوز تكتب أسمي ... إكتب إسمي .. الطويل سلامة إبراهيم عوض...
...
..
منكوب آخر ...
هجم علينا الطوفان ... أمي حرمة مريضة كبيرة... توها خارجة من عملية ما تقدر تمشي ولا تعرف تسبح ... عشان أنقذها... حطيتها فوق الثلاجة الطافية – اللي زي ثلاجة الايسكريم- ...
...
..
الخط السريع نظفوه عشان الفضيحة ... يا اخي تعال شوف هنا البلاوي جوا ...
...
..
فين أروح؟..
إحنا قاعدين في الشوراع ... في بيوت الناس ... أروح اسرق عشان أكل اولادي!...
...
..
خمسة من أهلي توفو..
..
.
خرجنا من قويزة...
ذهب فريق منا إلى التأكد من إشاعات تصدع سد بحيرة المسك بنفسه...
الحمد لله الموضوع غير صحيح...
...
..
فريق آخر ذهب للإجتماع مع بعض من المسؤولين ...
...
..
حاولنا الرجوع الى قويزة والمناطق المنكوبة... ولكن الطرق كانت مقفلة لإشاعات تصدع السيل...
..
.
يتوقع نزول امطار يومي الخميس والجمعة...
...
الله يستر!



ما بعد قويزة 1

الساعة 8 صباحا...
اليوم: 29 \11\ 2009 الأحد...
سبب الصحيان المبكر: إتصال مزعج من أحد الأصدقاء للفطور...
...
..
تجهزت للخروج.. للفطور فقط!! ... ولكن الخرجة كانت اطول من مجرد فطور
الخرجة انحرفت الى معاينة منطقة قويزة...
فرحت ... لانني عبثاً كنت أحاول الوصول الى طريقة للمشاركة في عملية إنقاذ المنكوبين..
فبالنسبة الى فهو واجب إنساني على كل فرد تقديم ما يستطيع..
المهم ...
ما بين تناحة صديقي ...
وعدم استعدادي بالملابس المناسبة ...
استعرت ملابس اضافيه لصديق آخر... غيرت ملابسي في الشارع... وجلدي الآن يعاني من حكة شديدة !!!
...
باقي الفريق وصل ...
الحمولة جاهزة...
..
على بركة الله
...
انطلقنا..
...
الطريق إلى قويزة من الخط السريع ...
عبر الحان فيروزية...
اقتربنا من منطقة الجامعة ...
وبعد جهد جهيد ... وحرقة دم واعصاب...
واشتعال فوبيا الشاحنات لدي ...
وصراخي على مأمون بأن ينتبه ...
وينتبه...
وينتبه...
...
وصلنا إلى قويزة...
ولكن قويزة مقفلة!...
محاطة بالشرطة من كل مكان...
عبثا حاولنا الدخول...
ولكن الجواب (ممنوع)...
...
...
محاولات من الاخ خالد... مع تدخلات من أحد المواطنين الذي ادعي اننا من أحدى الجمعيات التي يعرفهم..
دخلنا!...
بدعوات بالتوفيق من قبل أعضاء الشرطة والمواطنين...
...
...
دمار...
المنطقة مدمرة...
السيارات..
المحلات...
الطرقات...
ما عدا البشر ... عجباً َ!!... فما زال فيهم الامل مزروعاُ...
...
..
تجولنا في المنطقة ..
حاولنا أخذ فكرة عنها... بقدر المستطاع...
...
..
على يمينك تجد محطة الدفاع المدني حيث يصارع اهل المنطقة للحصول على سكن بديل يستر اهلهم ...
...
السكن فقط للسعودين !!
...
أخبرنا أحد القاطنين أنه منسوب المياه قد وصل إلى الدور الثالث في بيته!
انهم انتشلوا جثث من المسجد...
وان مقر الهيئة أصبح مخزن للجثث...
...
..
دخلنا في أحد الأزقة...
بجانب المسجد...
يوجد مجلس يجتمع فيه أهل الحارة...
دخلت أنا وأحمد لنجتمع بهم ...
ذهب بقية أعضاء الفريق للتصوير ...
مخاطبة أهل الحي ...
وتوزيع بعض الحلوى على الأطفال
مجلس الحي غرفة صغيرة أكبر بقليل من غرفة نومي...
...
أثناء دخولي للمجلس سألني أحدهم: أنتم من وين... الفيس بوك ولا حقوق الأنسان؟
اخبرته أننا مجرد مواطنون... مثلنا مثلك... نحاول أن نوصل أصواتكم بقدر ما نستطيع بعلاقاتنا ومعارفنا...
نحاول أن نزيل قرف وقذارة المسؤولين عنكم...
...
...
دخلنا...
وجدت أحمد بين جمع من الرجال... يحادث ثلاثة رجال ويستمع إلى إربعة اخرين..
بعد قال وقيل... سَكَت أبو صقر الآخرين ليستطيع أن يحكي لنا القصة...
...
العم أبو صقر عسكري متقاعد...
من أوائل سكان قويزة...
يقول الحكاية وما فيها...
التاجر الغلبان...
ما وجد مكان لمخططه التعبان...
الا مجاري مصارف الأودية الخاصة بمنطقة قويزة... ويا عمي ماله ما كله خربان
على عينك يا بلدية ... وبرضاك أحلى تحية...
...
...
يمر الزمان ...
ينباع مخطط التاجر الغلبان...
وتنزل مطرة...
تصدقوا! ما لقتلها مكان...
زعلت...
هاجت ...
ماجت ...
ضربت قويزة... كيلو14 ... غليل... السليمانية... الخط السريع ... وهلما جراً
...
..
غضب يا ابني غضب ...
سبحانه ما ينزل غضبه الا على اضعف خلقه ... يا عمي خاف ربك !
...
...
في طريق العودة تجاذبت اطراف الحديث مع احد الساكنين...
عن المنطقة والاحياء والأموات والفساد والغش ...
قالي بكل ثقة: القدر ... القدر اذا جا ... الله يستر
وعبثاً حاولت اقناعه أن فساد المسؤولين له علاقة بالموضوع...
...
..
القدر!